الأربعاء، 24 يونيو 2015

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة من زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله الجزء الأول

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة
من زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله
الجزء الأول

1- كان صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة قال: "الله أكبر" ولم يقل شيئا قبلها ولا تلفظ بالنية البتة، ولا قال: أصلي لله صلاة كذا مستقبل القبلة أربع ركعات إماما أو مأموما، ولا قال: أداء ولا قضاء، ولا فرض الوقت، وهذه عشر بدع لم ينقل عنه أحد قط بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مسند ولا مرسل لفظة واحدة منها البتة، بل ولا عن أحد من أصحابه، ولا استحسنه أحد من التابعين، ولا الأئمة الأربعة.


2-وكان يرفع يديه معها ممدودة الأصابع، مستقبلا بها القبلة إلى فروع أذنيه، وروي إلى منكبيه، فأبو حميد الساعدي ومن معه قالوا: حتى يحاذي بهما المنكبين، وكذلك قال ابن عمر. وقال وائل بن حجر: إلى حيال أذنيه. وقال البراء: قريبا من أذنيه. وقيل: هو من العمل المخير فيه، وقيل: كان أعلاها إلى فروع أذنيه، وكفاه إلى منكبيه، فلا يكون اختلافا، ولم يختلف عنه في محل هذا الرفع، ثم يضع اليمنى على ظهر اليسرى.


3-وكان يستفتح تارة ب "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد، اللهم نقني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس".
وروي عنه أنه كان يستفتح ب "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك"
وصح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يستفتح به في مقام النبي صلى الله عليه وسلم ويجهر به، ويعلمه الناس وقال الإمام أحمد: أما أنا فأذهب إلى ما روي عن عمر، ولو أن رجلا استفتح ببعض ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الاستفتاح كان حسنا.



4- وكان يقول بعد ذلك: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ثم يقرأ الفاتحة، يجهر ب "بسم الله الرحمن الرحيم " تارة، ويخفيها أكثر مما يجهر بها.
ولا ريب أنه لم يكن يجهر بها دائما في كل يوم وليلة خمس مرات أبدا، حضرا وسفرا، ويخفي ذلك على خلفائه الراشدين، وعلى جمهور أصحابه، وأهل بلده في الأعصار الفاضلة، هذا من أمحل المحال حتى يحتاج إلى التشبث فيه بألفاظ مجملة، وأحاديث واهية، فصحيح تلك الأحاديث غير صريح، وصريحها غير صحيح، وهذا موضع يستدعي مجلدا ضخما. وكانت قراءته مدا، يقف عند كل آية، ويمد بها صوته.

5- فإذا فرغ من قراءة الفاتحة، قال: "آمين"، فإن كان يجهر بالقراءة رفع بها صوته وقالها من خلفه. وكان له سكتتان، سكتة بين التكبير والقراءة، وعنها سأله أبو هريرة،واختلف في الثانية، فروي أنها بعد الفاتحة. وقيل: إنها بعد القراءة وقبل الركوع. وقيل: هي سكتتان غير الأولى، فتكون ثلاثا، والظاهر إنما هي اثنتان فقط، وأما الثالثة، فلطيفة جدا لأجل تراد النفس.


6-فإذا فرغ من الفاتحة، أخذ في سورة غيرها، ويخففها لعارض من سفر أو غيره، ويتوسط فيها غالبا.

إلى اللقاء إن شاء الله تعالى في الجزء الثاني
حول قراءته صلى الله عليه وسلم في الصلاة

                                                         دعواتكم
                                                      د/أحمد عرفة 
                                                     





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق