الثلاثاء، 6 مارس 2018

سلسلة أخطاء المصلين (5) مسابقة الإمام أثناء الصلاة د/ أحمد عرفة

سلسلة أخطاء المصلين (5)
مسابقة الإمام أثناء الصلاة
من الأخطاء التي يقع فيها بعض المصلين مسابقة الإمام أثناء الصلاة فتجد البعض منهم ربما يركع قبل الإمام أو يسجد قبله أو ربما يسلم معه أو قبله، وهذا الفعل نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وحذر منه تحذيراً شديداً، وذلك فيما أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار".
قال الإمام ابن بطال رحمه الله: "معنى هذا الحديث الوعيد لمن خالف إمامه في أفعال الصلاة، ومن خالف الإمام ، فقد خالف سنة المأموم ، وأجزأته صلاته عند جمهور العلماء ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل إن من فعل ذلك فصلاته فاسدة"(شرح صحيح البخاري 2/318).
وقال الإمام ابن رجب –رحمه الله-: "وفيه : دليل صريح عَلَى تحريم تعمد رفع المأموم رأسه قَبْلَ الإمام فِي ركوعه وسجوده ؛ فإنه توعد عَلِيهِ بالمسخ ، وَهُوَ من أشد العقوبات، وإنما اختص الحمار بالذكر دون سائر الحيوانات عَلَى الرواية الصحيحة المشهورة - والله أعلم -؛ لأن الحمار من أبلد الحيوانات وأجهلها، وبه يضرب المثل فِي الجهل؛ ولهذا مثل الله بِهِ عالم السوء الذي يحمل العلم ولا ينتفع بِهِ فِي قوله: ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً (الجمعة: 5).فكذلك المتعبد بالجهل يشبه الحمار، فإن الحمار يحرك رأسه ويرفعه ويخفضه لغير معنى، فشبه من يرفع رأسه قَبْلَ إمامه بالحمار، وكذلك شبه من يتكلم وإمامه يخطب بالحمار يحمل أسفاراً؛ لأنه لَمْ ينتفع بسماع الذكر، فصار كالحمار فِي المعنى".(فتح الباري شرح البخاري، لابن رجب 4/164).
ولكن على المأموم أن يتابع الإمام فإذا استوى راكعاً ركع، وإذا استوى ساجداً سجد، ولا يسبق الإمام ولا يـتأخر عنه، بل يتابعه،  وذلك لما أخرجه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم: "فكان إذا انحط من قيامه للسجود لا يحني أحدٌ منا ظهره حتى يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم جبهته على الأرض"، وفي الصحيحين عن عَبْداللَّهِ بْن يَزِيد قال: حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ - وَهُوَ غَيْرُ كَذوبٍ - قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ: « سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ » لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَقَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدًا، ثُمَّ نَقَعُ سُجُودًا بَعْدَهُ.
وبناء على ما سبق فإنه ينبغي على المأموم أن يتابع إمامه في الصلاة، وألا يسبقه في شيء من الصلاة كأن يركع قبله أو يسجد قبله وهكذا، وذلك لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن مسابقة الإمام في الصلاة كما ورد في الأحاديث التي ذكرناها. والله أعلم.
















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق