الأحد، 10 سبتمبر 2023

من الصدقات الجارية

 من الصدقات الجارية
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
فمن الصدقات الجارية التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العلم النافع التي ينتفع به الناس في الدنيا وفي الآخرة سواء أكان هذا العلم من العلوم الشرعية أم العلوم الحياتية كالطب والصيدلة والهندسة وغير ذلك من العلوم النافعة.
ونحن على مقربة من العام الدراسي الجديد نحتاج إلى أن يكون هناك تكاتف وتعاون من الأغنياء -الذين وسع الله تعالى عليهم في المال- أن يقفوا بجانب طلاب العلم الفقراء والمساكين وذلك من خلال مساعدتهم بشراء ما يلزم لهم لإتمام العملية التعليمية، فكم رأينا من طلاب تركوا التعليم وانصرفوا عنه بسبب أنهم لا يجدون هذه النفقات، لا سيما في ظل هذا الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار
ومن ذلك مثلا: الكتب الدراسية ومستلزمات المدارس وغيرها مما يلزم الطلاب، وكذلك أيضا رأينا بعض الطلاب ممن فتح الله عليهم فى الفهم والحفظ يتركون مجال التعليم بحجة أنه أصبح لا يؤتي ثماره المرجوة منه، وغير ذلك مما نراه ويراه الناس في كل مكان.
فما أحوجنا إلى أن يكون هناك تعاون مع الطلاب غير القادرين ومساعدتهم على استكمال مسيرة التعليم، ولنعلم جميعا أن هذا باب عظيم من أبواب الصدقات الجارية والعلم النافع الذي يظل لصاحبه بعد موته، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (سبع يجري أجرهن للعبد وهو في قبره بعد موته، وذكر منها: من علم علما أو نشره...).
 ويمكن مساعدة هؤلاء الطلاب بالآتي:
١.دفع مصروفات المدارس والمعاهد عند بداية كل عام دراسي، أو مساعدة هؤلاء الطلاب بتقديم مستندات للإعفاء من هذه المصروفات.
٢.شراء ما يلزم لهم من الكتب والملخصات التي تساعدهم على إنجاز دروسهم، وذلك كزملائهم من الأغنياء لا أن نقول لهم اكتفوا بكتاب المدرسة أو استعينوا بالكتب القديمة، وإن كان ذلك فيكون في أضيق الحدود عند عدم الاستطاعة.
٣.توفير ما يلزم لهم من كراسات وأقلام وسائر المستلزمات اللازمة لهم حسب طبيعة كل مرحلة وما يناسبها.
٤.المساهمة في تخفيف أعباء الدروس الخصوصية عليهم بدفعها عنهم، أو تخفيضها من قبل المدرس القائم على هذا الأمر، ولو أمكن إعفاء الطلاب الأيتام والفقراء لكان هذا أفضل حسب طبيعة كل مدرس في هذا الباب، والخير موجود في كثير من المدرسين جزاهم الله خيرا، لكن هذا يحتاج إلى تفعيل، ولو دفع لهم أحد الأغنياء ذلك لكان حسنا.
٥.متابعة هؤلاء الطلاب لا سيما الأيتام والسؤال عنهم في المدرسة وحلقات الدرس وتعاهد أحوالهم، فهذا أيضا باب عظيم من أبواب الخير.
كانت هذه إشارات سريعة حول الصدقات الجارية بتعليم النافع، وأن هذا هو الذي يبقى للإنسان بعد موته، وسوف يجد ذلك في يوم القيامة غدا بين يدي الله تعالى إن أحسن بهذا النية والقصد في الدنيا.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه اللهم آمين يارب العالمين
كتبه
د: أحمد عرفة
عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن
بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالديدامون شرقية
جامعة الأزهر الشريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق