الاثنين، 7 أكتوبر 2013

فوائد من كتاب مداواة النفوس للإمام ابن حزم 3



وقال الإمام ابن حزم رحمه الله:
اصرف عنك عوارض الشهوات بالحزن والندامة على الشهوات الماضية التي قد انقضت عنك لذتها وبقيت عليك تبعاتها والق عن قلبك الهم تصديق بوعد الله تعالى وألزم قلبك الخوف حذر الوعيد لله تعالى وتواضع له افتقارا إلى رحمته واستصغارا لنفسك عند ذكر عظمته وانف عنك التزين للناس إيثارا لمحبته واستوجب اسم الشكر له على إحسانه إليك بالمحبة منك لعبادته واستوجب اسم الخوف منه بالكراهة منك لمعاصيه واستوجب نعمة معرفته بحبك لمراقبته واستوجب اسم الحب لمراقبته بالأنس به دون خلقه.


إن للناس منازل ودرجات فمن نظر بعيني قلبه أبصر درجاتهم ومنازلهم في طريق الآخرة كما أبصر بعيني رأسه منازل ودرجات أهل الدنيا
 ولا يستحق أحد منزلة من منازل الدنيا والآخرة بمعرفة قلبه ولا بذكر لسانه ولكن بعمل أهلها والقيام بشروطها وكما لا ينفع الفقير معرفته بيسار الموسر وما يملك من النعيم وألوان الأطعمة والأفرشة واللباس كذلك لا تنفعك معرفتك بأعمال الصالحين وأنت غير عامل بمثل عملهم بل هو حجة عليك والله نسأل التوفيق برحمته
مداواة النفوس صـ175- 184 .

وقال الإمام ابن حزم رحمه الله:
لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهال يهابونك ويجلونك وأن العلماء يحبونك ويكرمونك لكان ذلك سببا إلى وجوب طلبه فكيف بسائر فضائله في الدنيا والآخرة ولو لم يكن من نقص الجهل إلا أن صاحبه يحسد العلماء ويغبط نظراءه من الجهال لكان ذلك سببا إلى وجوب الفرار عنه فكيف بسائر رذائله في الدنيا والآخرة لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به إلا أنه يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس لكان ذلك أعظم داع إليه فكيف وله من الفضائل ما يطول ذكره.
مداواة النفوس صـ21 .

وقال رحمه الله:
لو تدبر العالم في مرور ساعاته ماذا كفاه العلم من الذل بتسلط الجهال ومن الهم بمغيب الحقائق عنه ومن الغبطة بما قد بان له وجهه من الأمور الخفية عن غيره لزاد حمدا لله عز وجل وغبطة بما لديه من العلم ورغبة في المزيد منه .
وقال رحمه الله:
من شغل نفسه بأدنى العلوم وترك أعلاها وهو قادر عليه كان كزارع الذرة في الأرض التي يجود فيها البر وكغارس الشعراء حيث يزكو النخل والزيتون.

وقال رحمه الله:
نشر العلم عند من ليس من أهله مفسد لهم كإطعامك العسل والحلواء من به احتراق وحمى أو كتشميمك المسك والعنبر لمن به صداع من احتدام الصفراء.


وقال رحمه الله:
الباخل بالعلم ألأم من الباخل بالمال لأن الباخل بالمال أشفق من فناء ما بيده والباخل بالعلم بخل بما لا يفنى على النفقة ولا يفارقه مع البذل من مال بطبعه إلى علم ما وإن كان أدنى من غيره فلا يشغلها بسواه فيكون كغارس النارجيل بالأندلس وكغارس الزيتون بالهند وكل ذلك لا ينجب.
مداواة النفوس صـ22 .


وقال رحمه الله:
أجل العلوم ما قربك من خالقك تعالى وما أعانك على الوصول إلى رضاه .





وقال رحمه الله:
انظر في المال والحال والصحة إلى من دونك وانظر في الدين والعلم والفضائل إلى من فوقك.


وقال رحمه الله:
العلوم الغامضة كالدواء القوي يصلح الأجساد القوية ويهلك الأجساد الضعيفة وكذلك العلوم الغامضة تزيد العقل القوي جودة وتصفية من كل آفة وتهلك ذا العقل الضعيف من الغوص على الجنون ما لو غاصه صاحبه على العقل لكان أحكم من الحسن البصري وأفلاطون الأثيني وبزرجمهر الفارسي.
مداواة النفوس : صـ23 .


وقال رحمه الله:
غاظني أهل الجهل مرتين من عمري إحداهما: بكلامهم فيما لا يحسنونه أيام جهلي ، والثانية بسكوتهم عن الكلام بحضرتي فهم أبداً ساكتون عما ينفعهم ناطقون فيما يضرهم ، وسرني أهل العلم مرتين من عمري إحداهما: بتعليمي أيام جهلي ، والثانية: بمذاكرتي أيام علمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق