الاثنين، 7 أكتوبر 2013

فوائد من كتاب مداواة النفوس للإمام ابن حزم رحمه الله



فوائد منتقاة من كتاب (مداواة النفوس ) للإمام ابن حزم
رحمه الله
قال الإمام ابن حزم رحمه الله:
أكثر الفتنة في الناس :وأن أكثر ما بلي به العبد من أهل الدنيا الناس وافتن الناس لك وأكثرهم لشغلك إنما هو بمعارفك منهم واشغل معارفك لك وأكثرهم عليك فتنة من أنت بين ظهرانيهم ينظرون إليك وتنظر إليهم ويكلمونك وتكلمهم فإنك من لم يعرفك من أهل زمانك ولم تعرفه ولم تسمع به كأنك لم تبتل بهم وكأنهم لم يبتلوا بك وكأنهم لم يكونوا من هذه الدنيا التي أنت فيها  فأرجع في صبرك إلى الله واستعن به وانقطع إليه واستأنس بذكره وأقلل من الخلطاء ما استطت بل اترك القليل أيضا تسلم لقول الله تعالى: { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا } فاهرب من الفتنة فرجع صبرك إلى معارفك ومن أنت بين ظهرانيهم فنظرك إليهم فتنة ونظرهم إليك فتنة وكلامك معهم فتنة وكلامهم معك فتننة وجفاؤك لهم فتنة وجفاؤهم لك فتنة وكرامتهم لك فتنة وكرامتك لهم فتنة لك واعتبر من ذلك بموضع تمر فيه فيه معارفك وموضع تمر فيه ليس فيه أحد يعرفك.
انظر: مداواة النفوس : ص 71 وما بعدها

وقال الإمام ابن حزم رحمه الله :
يروى عن بعض الحكماء انه كتب إلى أخ له سلام عليك أما بعد:
 فاذكر ما أنت عنه زائل وعليه قادم وإليه صائر كذكر من نظر فاعتبر وأخذ حذره فازدجر وتعوذ بالله من موت القلب عن شدة العناية للسداد والرشاد وحسن الاستعداد للمعاد .
 فلو فكر العباد وعلموا أنهم لا يسعهم أن يردوا على الله إلا بما له فيه رضا علموا أو جهلوا وألا يطلع الله على ضمائرهم فيرى فيها شيئا مما يكره وان يكونوا نادمين على ما كان منهم ما لم يكن فيه رضاه مما علموا أو جهلوا إذن لاجتهد من كان يخاف الله منهم بالغيب أن يكون مجهولهم معلوما ومعلومهم معمولا به وان يكونوا نادمين على ما فات منهم من ذلك
 واعلم يا أخي أن الله سبحانه جعل نجاة العباد برحمته في المعرفة ثم في الإرادة ثم في ترك ما أمرهم بتركه ثم في العمل بما أمرهم به ثم في شكر نعمه التي أنعم بها عليهم قديما وحديثا ظاهرا وباطنا
انظر: مداواة النفوس : ص 161 وما بعدها
قال الإمام ابن حزم رحمه الله: من فرائد الحكمة
 ومن لا يكون عالما بما ورد عليه من الله يوشك ألا يكون عالما بما ورد على الله تعالى منه .

 اعلم يا أخي أنه من أطاع الله ولم يخفه فقد أطاعه في العمل وعصاه في ترك الخوف فكيف بمن يعصيه ولا يخافه

لو أنك لم تأخذ من الدنيا إلا قوتك غير أنك لم ترد الله به قطع بك ولو تركت قوتك من الدنيا ولم ترد الله به قطع بك .

لو عقلت عن الله أمرين لنظرت إليه بعظيم الشكر له حيث لم يجعل دعاءه إلى الجنة في ترك ما تحتاج إليه من الدنيا ولم يجعل دعاءه إلى النار في حاجتك منها .

 اعرف النعمة تكن من أهلها فإن البهيمة لا تجد رائحة المسك وإن حشى به منخراها .


كن من أبناء الحق يحبك الحق .


اجعل نفسك تابعا في طريق الهدى ولا تجعلها قائدا إلى طريق الهوى.

احذر شهوة لا تبقى وندامة لا تفنى .
أنيسك اليوم هو أنسك غداً في قبرك وعملك اليوم هو عملك غداً فانظر من أنيسك وما عملك


 احفظ الله عند هواك يحفظك عند لقاك .

 تعوذ بالله من عمل ظاهره طاعة وباطنه معصية .

ما ترك الحق لأهله سرورا ولا أبقى الباطل لأهله من الآخرة نصيبا.


من علم ما بين يديه هان عليه ما في يديه .


 إذا أكملت معرفة الرجل بالدنيا تعجب من أبنائها وإذا عمي عن معرفة الآخرة تعجب من أبنائها .


من عرف الدنيا قاطعها ومن لم يعرفها انقطع إليها ومن عرف الآخرة انقطع إليها ومن لم يعرفها قاطعها .


اقل الشهوات لك نفعا في الدنيا أضرها عليك في الآخرة وأقل شهوات الآخرة مؤنة عليك في الدنيا أردها عليك في الآخرة .

ما أيسر الأمر على من أحتسب بنفسه عن منافسة أهل العز في عزهم فقد هدي إلى المرتقى الذي ارتقى منه المحبون لقرب الله عز وجل .

اختيار العبد للعبودية شفاء وبرد على الفؤاد وجلاء للبصر .

طلب العبد للحرية بلاء يعشى منه البصر .
العامل الناظر عمله على المحبة والعامل السامع غير الناظر عمله على الاستثقال فاعمل عمل من سمع ففهم ونظر فأبصر ولا تعمل عمل من سمع ولم ينظر .

رب نعمة تصير عقوبة ونقمة ورب عقوبة تصير نعمة.

 إذا أردت أن تحب شيئا فأكثر ذكره فإن الذكر والنسيان لا يجتمعان.


الحسنة الصادقة المشكورة يثاب عليها صاحبها في الآخرة ويزاد منها في الدنيا يزاد للشكر ويثاب للصدق.

من أنفع العبادة أن يعامل العبد نفسه باستصغار الدنيا عندها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق