الخميس، 22 ديسمبر 2022

مراعاة الزمان ومتغيراته في التدريس والتأليف

 

مراعاة الزمان ومتغيراته في التدريس والتأليف

إن الناظر في حال المناهج والمؤلفات التي تدرس في مراحل التعليم المختلفة يجد أنها تختلف عما كان في السابق، وذلك من حيث أسلوب الكتابة والعرض، وكذلك المادة والمحتوى العلمي، وطريقة التدريس وأساليبه واستراتجياته المختلفة. فما يؤلف للطالب المبتدئ لا بد أن يختلف عما يؤلف للطالب المتوسط، وكذلك الطالب في مراحل التعليم المتقدمة.

ولذلك كان فقهاء السلف يراعون هذا الأمر في مصنفاتهم، ومن ذلك ما فعله العلامة الفقيه ابن قدامة المقدسي رحمه الله حيث كتب العدة للمبتدئين . ثم المقنع لمن ارتقى عن درجة المبتدئين، ولم يصل إلى درجة المتوسطين. ثم الكافي للمتوسطين. ثم ألف المغني لمن ارتقى عن درجة المتوسطين، وهو في فقه الخلاف العالي، وما يعرف بالفقه المقارن كما في جامعة الأزهر الشريف والجامعات الإسلامية الأخرى.

وهكذا كان دأب علماء السلف في سائر العلوم والفنون، حيث كانت هناك المتون ثم المتون والحواشي والشروح وهكذا حسب طبيعة كل عصر.

وقد جاء عن بعض السلف: أن العالم الرباني هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره، وقيل: إن طعام الكبار سم الصغار، ولذلك لا بد من مراعاة هذا الأمر في مناهج التعليم في مراحله المختلفة، فما يناسب مرحلة قد لا يناسب أخرى، وما يكتب في زمان قد لا يناسب حال العصر الذي نعيش فيه، وما يناسب طلاب الزمن الماضي، غير ما يناسب طلاب الزمن الحاضر والمستقبل، وهكذا...

فالواجب علينا هو أن تكون المعرفة بوسائلها المختلفة مناسبة لحال العصر ومتغيراته.

وفق الله الجميع، والحمد لله رب العالمين.

كتبه

د: أحمد عرفة

عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن

كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالديدامون- شرقية

 جامعة الأزهر الشريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق