الأحد، 19 يوليو 2015

فتاوى خاصة بشهر شوال د/ أحمد عرفة

وصلني سؤال يقول:
ما حكم صيام الست أيام من شوال؟
الجواب:
من الأيام التي يستحب صومها صيام ستة أيام من شوال، ويشرع للمسلم صيام هذه الأيام، وذلك لما فيها من الفضل العظيم والأجر الكبير، ذلك أن من صامها يكتب له أجر صيام سنة كاملة كما صح ذلك عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وذلك فيما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر"
وقد فسّر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه ابن ماجة في سننه بسند صحيح عن ثوبان ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة ، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ".
قال الإمام النووي رحمه الله:فيه دلالة صريحة لمذهب الشافعي وأحمد وداود وموافقيهم في استحباب صوم هذه الستة، وقال مالك وأبو حنيفة يكره ذلك قال مالك في الموطأ ما رأيت أحدا من أهل العلم يصومها قالوا فيكره لئلا يظن وجوبه ودليل الشافعي وموافقيه هذا الحديث الصحيح الصريح وإذا ثبتت السنة لا تترك لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها.(شرح النووي على مسلم:جـ8صـ56).
والله أعلم.











وصلني سؤال يقول:
هل يشترط التتابع في صيام الستة أيام من شوال؟
الجواب:
صيام الستة أيام من شوال سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز صيامها متتابعة ومتفرقة، فإن صامها متتابعة أو متفرقة حصل الأجر إن شاء الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق صيامها ولم يذكر فيه تتابعاً ولا تفريقاً، وإنما قال صلى الله عليه وسلم: (من رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر).
قال الإمام النووي رحمه الله: والأفضل أن تصام الستة متوالية عقب يوم الفطر فإن فرقها أو أخرها عن أوائل شوال إلى أواخره حصلت فضيلة المتابعة؛ لأنه يصدق أنه أتبعه ستا من شوال.(شرح النووي على مسلم:جـ8صـ56).والله أعلم.





















وصلني سؤال يقول:
هل يجوز صيام الأيام الست من شوال قبل قضاء ما أفطره من رمضان؟
الجواب:
نعم يجوز صيام الأيام الست من شوال قبل قضاء الأيام التي أفطرها من رمضان بعذر كمرض وحيض ونفاس ونحو ذلك، وهذا هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة، قال النووي رحمه الله: ومذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وجماهير السلف والخلف أن قضاء رمضان في حق من أفطر بعذر كحيض وسفر يجب على التراخي، ودليلهم على ذلك أن قضاء رمضان ليس واجباً على الفور وإنما على التراخي، ولما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي سلمة ، قال: سمعت عائشة رضي الله عنها ، تقول : " كان يكون علي الصوم من رمضان ، فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان " ، قال يحيى : الشغل من النبي أو بالنبي صلى الله عليه وسلم"، ولأن قضاء رمضان موسع فيه، وصوم مثل هذه الأيام ضيق، فلا يدرك إن فات.والله أعلم.

















وصلني سؤال يقول:
هل يجوز الجمع بين قضاء رمضان وصيام ست من شوال بنية واحدة؟
الجواب:
الجمع بين عبادتين بنية واحدة يجوز في النوافل، وذلك إذا كان في الوسائل أو مما يتداخل صح، وحصل المطلوب من العبادتين، كما لو اغتسل الجنب يوم الجمعة للجمعة ولرفع الجنابة، فإن جنابته ترتفع ويحصل له ثواب غسل الجمعة، وإن كانت إحدى العبادتين غير مقصودة، والأخرى مقصودة بذاتها صح الجمع ولا يقدح ذلك في العبادة كتحية المسجد مع فرض أو سنة أخرى، فتحية المسجد غير مقصودة بذاتها، وإنما المقصود هو شغل المكان بالصلاة، وقد حصل.
 وأما الجمع بين عبادتين مقصودتين كصيام فرض أداءً أو قضاء كفارة كان أو نذراً، مع صيام مستحب كست من شوال فلا يصح التشريك، لأن كل عبادة مستقلة عن الأخرى مقصودة بذاتها لا تندرج تحت العبادة الأخرى.
فصيام شهر رمضان، ومثله قضاؤه مقصود لذاته، وصيام ست من شوال مقصود لذاته لأنهما معاً كصيام الدهر، فلا يصح التداخل والجمع بينهما بنية واحدة. والله أعلم.


د/ أحمد عرفة
باحث دكتوراه بجامعة الأزهر
عضو الجمعية الفقهية السعودية
عضو الجمعية المصرية للتمويل الإسلامي

Ahmedarafa11@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق