السبت، 18 يوليو 2015

سعادة الأمة متي وكيف تتحقق؟

سعادة الأمة كيف ومتى تتحقق?
بقلم: نهلة متولى
المصدر: الأهرام المسائى
21-6-2015
More Sharing ServicesShare| Share on facebookShare on favoritesShare on googleShare on twitter
لم ولن تتحقق سعادة الامة الا بتقوي الله، وبقوة الايمان بالله والاقتداء بسيد الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم في صدقة وأمانته وإخلاصه في العبادة والعمل والبعد عن الحقد والغل والحسد والغيبة والنميمة وغيرها من الصفات المرذولة المنتشرة حاليا والتي لايشعر أحد بالسعادة ما دامت موجودة.
وحول كيفية تحقيق سعادة الامة يقول الدكتور اسماعيل شاهين نائب رئيس جامعة الازهر السابق ان سعادة الامة الاسلامية تتحقق اذا طبق كل فرد مبادئ واخلاقيات الاسلام وهي ان يؤدي الانسان ما عليه من عباده وان يخلص لله سبحانه وتعالي في اقواله وأفعاله وان يبتعد عن الغيبة والنميمة، وان يكون مخلصا وصادقا في ادائه لعمله حيث يقول الله عز وجل "الا لله الدين الخالص" ويكفي ان التاجر الصدوق يحشر مع النبيين والصديقين والشهداء فالصدق هو عماد الحياة وهو وسيلة السعادة في الدنيا والآخرة.
ومن عوامل تحقيق السعادة ان يكون الانسان متعاونا مع زملائه واهله ووطنه حيث قال عز وجل "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان" مؤكدا ان من عوامل السعادة ايضا ترك المنكرات واهمها الكذب والغيبة والنميمة والنفاق إلي آخر هذه الأمور السيئة التي تسود أوصاف الناس في الوقت الحالي لافتا الي انه من عوامل السعادة ايضا الدوام علي الاستغفار والتوبة الي الله من كل ذنب ومعصية حيث ان الاستغفار يفتح ابواب الرزق ويزيل الهم والغم والكرب والبلاء.
ويؤكد أن من عوامل السعادة ايضا ان يؤدي الانسان عمله بأمانة حيث يكون رزقه واسعا ومباركا وان يتقي ربه في معاملته لزوجته واولاده وان يكون محافظا علي وطنه وعلي ما اؤتمن عليه من امانات.
بينما يقول الشيخ احمد عرفة باحث دكتوراه بجامعة الازهر إن سعادة الامة الحقيقية تكون في التزامها بدينها الذي شرفها الله تعالي به وهو الإسلام وهو النعمة العظيمة التي رضيها لنا ربنا جل وعلا وهو الدين الذي لايقبل الله تعالي من العباد غيره قال تعالي: (إن الدين عند الله الاسلام) وقال تعالي: (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) وقال تعالي: (اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) من اجل ذلك امرنا ربنا تبارك وتعالي بالدخول في الاسلام والالتزام به من جميع جوانبه قال تعالي: (ياأيها الذين أمنوا ادخلوا في السلم كافة ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين).
ويوضح عرفة إنه لكي تتحقق السعادة للأمة لابد من الالتزام بالاسلام في جانب العقائد والعبادات والمعاملات والاخلاق، فلا صلاح ولا سعادة للأمة إلا من خلال شرع الله تعالي قولا وعملا وفهما وحينما نتأمل كتاب الله عز وجل نجد ان لفظ السعادة لن يذكر إلا مقترنا باصحاب الجنة في موضع واحد في القرأن الكريم وهو قوله تعالي: (وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السماوات والارض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ مشيرا الي انه توجد اسباب عديدة لتحقيق هذه السعادة علي مستوي الفرد والمجتمع يسعد بها الانسان في الدنيا والآخرة منها: الايمان بالله تعالي والتزام الاخلاق الفاضلةالتي دعا اليها الاسلام قولا وعملا وفهما: قال تعالي: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون).
ويؤكد انه بالاخلاق الفاصلة تكون السعادة للأمة فالنبي صلي الله عليه وسلم كان احسن خلقا وجاء صلوات الله وسلامه عليه لتهذيب الاخلاق وتربية الأمة عليها قال صلي الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) وصلاح الاخلاق هواساس صلاح الافراد والمجتمعات، فالازمة الحقيقية التي تعاني منها الامم والشعوب في هذه الايام هي ازمة اخلاقية، فالسعادة الحقيقية لاتكون إلا بالتزام شرع الله تعالي في العقائد والعبادات والمعاملات والاخلاق.
ويضيف ان من وسائل تحقيق السعادة للأمة ايضا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال تعالي: (كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) يقول الامام الغزالي رحمه الله: (إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الاعظم في الدين وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين اجمعين ولو طوي بساطه واهمل علمه وعمله لتعطلت النبوة واضمحلت الديانة وعمت الفترة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة واستشري الفساد واتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد وقد كان الذي خفنا ان يكون فانا لله وإنا اليه راجعون) واخرج الامام مسلم في صحيحه عن ابي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "من راي منكم منكرا ليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان" فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اعظم الوسائل التي بها تحقق السعادة للفرد والمجتمع من خلال التناصح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر قال تعالي: (والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). فما أحوجنا جميعا إلي أن نتقي الله تعالي في انفسنا وأهلنا واعمالنا فبالتقوي تكون السعادة الحقيقية للفرد والمجتمع في الدنيا وفي الآخرة.
ويقول الشيخ ابراهيم محمود عبدالراضي امام وخطيب بوزارة الاوقاف نحمد الله ان جعلنا من أمة محمد لكن خيرتها مقرونة بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر قال (كنت خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) فالايمان بالله والعمل علي زيادته والتناصح هو خير سبيل للحفاظ علي خيرية هذه الأمة حرصها علي زيادة الايمان والتناصح بالخير والعمل والسعي من اجل التغيير وبعث الهمة نحو مستقبل الأمة (إن الله يايغير ما يقوم حتي يغيروا ما بانفسهم) واني يتحقق التغير وكلنا يلقي باللوم علي غيره متجاهلا نفسه وغوائل نفسه وشرور نفسه.

ويوضح ان الوصول للتغيير انما يكون بان يعلم كل انسان من الامة انه نواة الأمن وبصلاحه تصلح الأمة وبفساده تفسد وبذلك نحقق (ابدا بنفسك) إذن فسعادة الأمة في استزداة الايمان تعقبها تناصح بالخير يعقبه سعي للتغيير والعمل يكون بان يبدأ كل من بنفسه ونستعين في ذلك كله بالله وبذكر الله (ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) وبمفهوم المخالفة السعادة لمن عاش حياته ذكرا لله ورضا بالله فالرضا هو مستراح العابدين وجنة الدنيا وسعادة المؤمن فالايمان بالله والعمل علي زيادته والتناصح هو خير سبيل للحفاظ علي خيرية هذه الامة وحرصها علي زيادة الايمان والتناصح بالخير والعمل والسعي من اجل التغيير وبعث الهمة نحو مستقبل الامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق