الخميس، 12 ديسمبر 2013

فضائل القرآن وآداب تلاوته



فضائل القرآن وآداب تلاوته
إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إن المتأمل في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يجد أن للقرآن الكريم فضائل عظيمة ومنزلة جليلة عند الله عز وجل إذ هو كلام الله جل جلاله المتعبد بتلاوته ، المتحدى بأقصر سورة منه ، فيه الشفاء الحقيقى لمن تمسك به وعمل بما جاء فيه ، وفيه الخروج من الفتن والبدع والضلالات ، وفيه النور المبين لمن تمسك به واتبع أوامره واجتنب نواهيه ووقف عند حدود ، فتعالوا بنا نتعرف على فضائله ومكانته فى هذه المقالة المتواضعة.
أولاً: فضائل القرآن الكريم فى الكتاب والسنة:
1- القرآن الكريم نور: قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ (53)) [الشورى:52- 53] ، وقال عز وجل: (قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16)) [المائدة: 15، 16].
وأخرج ابن حبان بسند صحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أوصني قال: (عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض، وذخر لك في السماء).
2- القرآن الكريم شفاء: قال ربنا تبارك وتعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا (82)) [الإسراء: 82].
في القرآن شفاء، وفي القرآن رحمة، لمن خالطت قلوبهم بشاشة الإيمان فأشرقت، وتفتحت لتلقى ما في القرآن من روح وطمأنينة وأمان ، وفي القرآن شفاء من الوسوسة والقلق والحيرة، فهو يصل القلب بالله، فيرضى ويستروح الرضا من الله والرضا عن الحياة، والقلق مرض، والحيرة نصب، والوسوسة داء، ومن ثم هو رحمة للمؤمنين ، وفي القرآن شفاء من الهوى والدنس والطمع والحسد ونزغات الشيطان ، وفي القرآن شفاء من الاتجاهات المختلة في الشعور والتفكير فهو يعصم العقل من الشطط ، وفي القرآن شفاء من العلل الاجتماعية التي تخلخل بناء المجتمعات (ري الظمآن صـ166).
3- القرآن الكريم هداية :قال المولى جل جلاله:(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا(9)وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)[الإسراء:9- 10].
4- القرآن الكريم سبيل النجاة: وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن فى التمسك بالقرآن الكريم مخرج من الفتن وعصمة من الزلل أخرج الإمام الترمذي والدارمي وغيرهما بسند فيه مقال عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ستكون فتن، قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله تعالى؛ فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل! من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم).
5- القرآن الكريم يشفع لصاحبه يوم القيامة:أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) ، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران، تحاجان عن صاحبهما).
وأخرج الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أ] رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قيل: فيشفعان) صحيح الجامع (3882).
6- الخير كل الخير فى تعلم القرآن الكريم وتعليمه: أخرج البخاري في صحيحه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
7- القارئ للقرآن الكريم فى أعلى الدرجات وأرقى المنازل: أخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران) ، وأخرج أبو داود والترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها).
8- الرفعة الحقيقية بالقرآن الكريم :وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).
9- ثواب قراءة القرآن الكريم مضاعف: أخرج الإمام الترمذي في سننه، والحاكم في المستدرك بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)صحيح الجامع (6469).
وأخرج الإمام الترمذي في سننه، والحاكم في المستدرك بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيرضى عنه، فيقول: اقرأ وارق، ويزداد بكل آية حسنة)صحيح الجامع (8030).
10-أهل القرآن أهل الله وخاصته: أخرج الإمام أحمد والنسائي وابن ماجة بسند صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله تعالى أهلين من الناس، أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) صحيح الجامع (2165).
11- النظر فى القرآن الكريم علامة الحب: أخرج أبو نعيم في "الحلية" والبيهقي في "شعب الإيمان" عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سره أن يحب الله ورسوله فلينظر في المصحف)صحيح الجامع (6289).
ثانياً: من آثار السلف الصالح فى فضل القرآن وأهله:
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: (لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم سبحانه وتعالى).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (من أراد أن يعلم أنه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن فإن أحب القرآن فهو يحب الله فإنما القرآن كلام الله جل جلاله).
وقال خباب بن الأرت رضي الله عنه: (تقرب إلى الله ما استطعت فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه).
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: (كفى بالله محباً، وبالقرآن مؤنساً، وبالموت واعظاً، اتخذ الله صاحباً، ودع الناس جانباً، وقال: من لم يستأنس بالقرآن فلا آنس الله وحشته).
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: (ضمن الله عز وجل لمن قرأ القرآن، واتبع ما فيه، هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب، ذلك بأن الله تعالى يقول: " فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ") [طه: 123-124].
وقال كعب الأحبار: (عليكم بالقرآن، فإنه فهم العقل، ونور الحكمة، وينابيع العلم، وأحدث الكتب عهداً بالرحمن).
وقال محمد بن واسع رحمه الله: (القرآن بستان العارفين، فأينما حلو منه، حلوا في نزهة).
وقال أحد الصالحين لتلميذه: (أتحفظ القرآن؟ قال: لا. فقال: واغوثاه، يا الله لمريد لا يحفظ القرآن، فبم يتنعم، فبم يترنم؟ فبم يناجي مولاه؟.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: (إن البيت ليتسع على أهله، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين، ويكثر خيره أن يقرأ فيه القرآن، وإن البيت ليضيق على أهله، وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين، ويقل خيره أن لا يقرأ فيه القرآن).
وقال قتادة: (لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام بزيادة أو نقصان، قضاء الله الذي قضى "شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً).
وقال أحمد بن أبي الحواري- رحمه الله-: (سمعت ابن عينية يقول: "لا تبلغون ذروة هذا الأمر حتى لا يكون شيء أحب إليكم من الله عز وجل، فمن أحب القرآن فقد أحب الله عز وجل).
وقال مالك بن دينار- رحمه الله-: (يا حملة القرآن ماذا غرس القرآن في قلوبكم، فإن القرآن ربيع المؤمن، كما أن الغيث ربيع الأرض، وقد ينزل الغيث من السماء إلى الأرض، فيصيب الحش فيكون فيه الحبة فلا يمنعها نتن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسن، فيا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ أين أصحاب سورة، أين أصحاب جسورتين، ماذا عملتم فيها؟؟).
ثالثاً: آداب تلاوة القرآن الكريم:
1- الإخلاص لله عز وجل:لأن الإخلاص هو روح الأعمال، وهو كمالها، وسبب قبولها، ولما سئل أحد الصالحين: ما غاية الإخلاص؟ قال: ألا تحب محمدة الناس.
وفي الحديث: (إن الله تعالى إذا كان يوم القيامة يقضي بين خلقه، فكل أمة جاثية، فأول من يدعى به رجل قد جمع القرآن، ورجل قتل في سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله تعالى للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ فيقول: بلى يا رب، قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل والنهار، فيقول الله: كذبت، وتقول الملائكة كذبت، بل أردت أن يقال: فلان قارئ فقد قيل ذلك، فيؤمر به إلى النار)رواه الترمذي والحاكم وصححه.
2- أن يكون القارئ على طهارة:فالطهارة من لوازم الأدب لقراءة القرآن الكريم قال تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ) [الواقعة: 77-79].
3- أن يلبس القارئ أفضل الثياب:قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ) [الأعراف: 31] ، والمراد بالمسجد هنا قيل: كل صلاة، وقيل: المراد عند كل عبادة.. ولا شك أن قراءة القرآن من أعظم وأكرم العبادات وأفضلها.
4- أن يستعيذ القارئ بالله من الشيطان الرجيم:قال سبحانه: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)[النحل: 98] أي إذا أردت قراءة القرآن والأمر هنا محمول على الندب وهو الأصح.
5- البسملة:فيجب على القارئ أن يحافظ على قراءة البسملة عند ابتداء القراءة من أول السورة عدا سورة "براءة"فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف انقضاء السورة، والشروع في غيرها بالبسملة، إلا في هذه السورة بالذات.

والسنة أن يقطع البسملة عما بعدها أي يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يتوقف ثم يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يتوقف، ثم يبدأ بقراءة السورة التي يريد قراءتها، فإذا أردت أن تقرأ من وسط السورة مثلاً فيكتفي بالاستعاذة.
6- ترتيل القرآن:قال تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) [المزمل: 4]، والترتيل هو قراءته على مهل مع تدبر وتفهم لحروفه، بحيث يتمكن السامع من عدها.
وقال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ) [البقرة: 121].
قال الإمام الغزالي- رحمه الله-: (تلاوة القرآن حق تلاوته: أن يشترك فيها اللسان بتصحيح الحروف، والعقل بتفسير المعاني، والقلب بالاتعاظ، فاللسان يرتل، والعقل ينزمر، والقلب يتعظ).
7- تحسين الصوت عند تلاوة القرآن:أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به) ، وقال صلى الله عليه وسلم: (زينوا القرآن بأصواتكم) صحيح الجامع (3580).
8- أن يعتني بالسور التي ورد لها فضل فيكثر من قراءتها:كسورة الإخلاص مثلاً فقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة منها:ما أخرجه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: (أيعجز أحدكم أن يقر ثلث القرآن في ليلة؟ فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: من قرأ قل هو الله أحد في ليلته فقد قرأ ثلث القرآن).
قال بعض العلماء: إن القرآن أنزل أثلاثاً: ثلثاً منه وعد ووعيد، وثلثاً منه أسماء وصفات، وقد جمع قل هو الله أحد ثلثاً وهو الأسماء والصفات.
ومثل سورة الكهف: فقد ورد في فضلها أحاديث منها ما رواه مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من الدجال) وفي بعض طرقه من آخر سورة الكهف.
ومثل آية الكرسي: كما أخرج مسلم في صحيحه عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا أبا المنذر أتدري أي آية في القرآن أعظم؟ قال: قلت: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" [البقرة: 255] قال: فضرب في صدري وقال: ليهنك العلم يا أبا المنذر).
ومثل سورة الفاتحة: كما أخرج الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده، ما أنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في القرآن مثلها، إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته).
9- استحباب طلب القراءة من حسن الصوت:كما في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (اقرأ عليّ القرآن) فقلت: يا رسول الله، أقرأ وعليك أنزل؟ قال: (إني أحب أن أسمعه من غيري) قال: فقرأت عليه سورة النساء حتى قوله تعالى: (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) [النساء: 41] فقال: (حسبك الآن) فالتفت، فإذا عيناه تذرفان.
10- أن يمسك عن القراءة إذا تثاءب:فإذا تثاءب أمسك عن القراءة حتى ينقضي التثاؤب ثم يقرأ.. قال مجاهد: وهو حسن ويدل عليه ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه، فإن الشيطان يدخل).
11- أن يختار الأوقات المفضلة:يقول الإمام النووي- رحمه الله-:اعلم أن أفضل القراءة ما كان في الصلاة.. ومذهب الشافعي وغيره، أن تطويل القيام أفضل في الصلاة من تطويل السجود وغيره ، وأما القراءة في غير الصلاة: فأفضلها قراءة الليل.. والنصف الأخير من الليل أفضل من النصف الأول ، والقراءة بين المغرب والعشاء محبوبة.. وأما القراءة في النهار، فأفضلها بعد صلاة الصبح.. ولا كراهية في القراءة في وقت من الأوقات لمعنى فيه ،ويختار من الأيام: الجمعة والاثنين والخميس، ويوم عرفة، ومن الأعشار: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، ومن الشهور رمضان.
12- إذا مر بآية سجد سجدة:جمهور العلماء على أن سجود التلاوة سنة وليس بواجب لما أخرجه البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه قرأ على المنبر يوم الجمعة بسورة (النحل) حتى إذا جاءت السجدة قال: يا أيها الناس، إنما نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه، ولم يسجد عمر. وهو المجمع عليه.
وثبت في الصحيحين عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم (النجم) فلم يسجد. وثبت في الصحيحين أيضاً أنه سجد في النجم، فدل على أنه ليس بواجب.
13- أن يتدبر القارئ في قراءته:قيل لبعض السلف: إذا قرأت القرآن تحدث نفسك بأي شيء؟فقال: أهناك شيء أحب إليَّ من كلام ربي حتى أحدث به نفسي (منهاج الصالحين في الآداب الإسلامية:للبحيري صـ64-79).
كانت هذه بعض فضائل القرآن الكريم فى الكتاب والسنة النبوية المطهرة وآداب تلاوته نسال الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعمل بها اللهم آمين وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال اللهم آمين.
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل
                                                                                       كتبه
أبو معاذ أحمد بن عرفة
محاضر بوزارة الأوقاف  
ومعيد بقسم الفقه المقارن جامعة الأزهر
وعضو الجمعية الفقهية السعودية
00201119133367
Ahmedarafa11@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق