الأحد، 1 يوليو 2012

دورة فقه الصيام - حكمة مشروعية الصيــــــــــــــــــــــام


دورة فقه الصيـــــــــــــــــام
الدرس الثانى
حكمة مشروعية الصيام
للصيام حكم كثيرة وأسرار عظيمة تتجلى هذه الحكم والأسرار فى أمور كثيرة منها:
أ - أن الصوم وسيلة إلى شكر النعمة ، إذ هو كف النفس عن الأكل والشرب والجماع ، وإنها من أجل النعم وأعلاها ، والامتناع عنها زمانا معتبرا يعرف قدرها ، إذ النعم مجهولة ، فإذا فقدت عرفت ، فيحمله ذلك على قضاء حقها بالشكر ، وشكر النعم فرض عقلا وشرعا ، وإليه أشار الرب سبحانه وتعالى بقوله في آية الصيام : (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
ب - أن الصوم وسيلة إلى التقوى ، لأنه إذا انقادت نفس للامتناع عن الحلال طمعا في مرضاة الله تعالى ، وخوفا من أليم عقابه ، فأولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام ، فكان الصوم سببا لاتقاء محارم الله تعالى ، وإنه فرض ، وإليه وقعت الإشارة بقوله تعالى في آخر آية الصوم
( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
ج - أن في الصوم قهر الطبع وكسر الشهوة ، لأن النفس إذا شبعت تمنت الشهوات ، وإذا جاعت امتنعت عما تهوى ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؛ فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء  فكان الصوم ذريعة إلى الامتناع عن المعاصي
د - أن الصوم موجب للرحمة والعطف على المساكين ، فإن الصائم إذا ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات ، ذكر من هذا حاله في جميع الأوقات ، فتسارع إليه الرقة عليه ، والرحمة به ، بالإحسان إليه ، فينال بذلك ما عند الله تعالى من حسن الجزاء
هـ - في الصوم موافقة الفقراء ، بتحمل ما يتحملون أحيانا ، وفي ذلك رفع حاله عند الله تعالى 0
و - في الصوم قهر للشيطان ، فإن وسيلته إلى الإضلال والإغواء - الشهوات ، وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب ، ولذلك جاء في حديث صفية رضي الله عنها قوله - عليه الصلاة والسلام - : إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم ، فضيقوا مجاريه بالجوع  ([1]).




([1])الموسوعة الفقهية الكويتية : جـ28 صـ8 – 9 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق