الأحد، 1 يوليو 2012

دورة فقه الصيام - تعريف الصيام وحكمه


دورة فقـــــــــــــــه الصيــــــــــــــــام
الدرس الأول
تعريف الصيام وحكمه وحكمة مشروعيته
الصيام فى اللغة :
الصيام فى اللغة : الإمساك0
جاء فى لسان العرب:
صوم : الصوم : ترك الطعام والشراب والنكاح والكلام ، صام يصوم صوما و صياما و اصطام ، ورجل صائم و صوم من قوم صوام و صيام و صوم ، بالتشديد وصيم ، قلبوا الواو لقربها من الطرف0
قال النابغة الذبياني :
خيل صيام وخيل غير صائمة ...... تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
وفى التهذيب : الصوم في اللغة الإمساك عن الشيء والترك له ، وقيل للصائم صائم لإمساكه عن المطعم والمشرب والمنكح ، وقيل للصامت صائم لإمساكه عن الكلام ، وقيل للفرس صائم لإمساكه عن العلف مع قيامه([1]) .
الصيام فى الشرع :
عرفه الإمام ابن قدامة رحمه الله بقوله:
الصيام فى الشرع :هو الإمساك عن أشياء مخصوصة فى وقت مخصوص([2])0
وعرفه الإمام النووى رحمه الله بقوله:
هو إمساك مخصوص عن شئ مخصوص فى زمن مخصوص من شخص مخصوص([3])0
حكم صيام رمضان
يجب صوم رمضان على كل مسلم، بالغ، عاقل، مقيم، قادر على الصوم ذكراً كان أو أنثى، خالٍ من الموانع كالحيض والنفاس، وهذا خاص بالنساء.
وثبت وجوب صيام رمضان وفرضيته بالكتاب والسنة والإجماع :
أما القرآن الكريم : فآيات منها:
1 - قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) ([4])0
2 - وقال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)([5])0

وأما السنة النبوية : فأحاديث كثيرة منها:
1- َعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ، وَإقَامِ الصَّلاةِ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ»([6]).
وجه الدلالة:
بين هذا الحديث أن الصيام ركن من أركان الإسلام التى يبنى عليها هذا الدين وبالتالى فهو فريضة من فرائضه0 
2 - وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِاللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ أَعْرَابِيّاً جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقال: يَا رَسُولَ اللهِ، أخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ، فَقال: «الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ إِلا أنْ تَطَّوَّعَ شَيْئاً فَقال: أخْبِرْنِي مَا فَرَضَ اللهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ، فَقال: «شَهْرَ رَمَضَانَ إِلا أنْ تَطَّوَّعَ شَيْئاً». فَقال: أخْبِرْنِي بِمَا فَرَضَ اللهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ، فَقال: فَأخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - شَرَائِعَ الإسْلامِ، قال: وَالَّذِي أكْرَمَكَ، لا أتَطَوَّعُ شَيْئاً، وَلا أنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللهُ عَلَيَّ شَيْئاً. فَقال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أفْلَحَ إِنْ صَدَقَ، أوْ: دَخَلَ الجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ»([7])0
وجه الدلالة:
فهذا الحديث فيه دليل على أن من أدى الواجبات والفرائض، وترك المحرمات فهو ناج، وهو من أهل الجنة 0
وأما الإجماع:
فقد أجمع المسلمون على وجوب صيام شهر رمضان([8])0





([1]) لسان العرب: لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقى المصرى جـ12صـ350طبعة دار صادر بيروت – الطبعة الأولى0
([2])المغنى: للإمام ابن قدامة المقدسى جـ4صـ115 طبعة دار الحديث بالقاهرة0
([3])المجموع شرح المهذب: جـ6صـ248 طبعة مكتبة الإرشاد – جدة – المملكة العربية السعودية0
([4])سورة البقرة : الآيات : 183-184 0
([5])سورة البقرة: الآية:185 0
([6])أخرجه البخارى فى صحيحه – كتاب الإيمان – باب قول النبى صلى الله عليه وسلم : بنى الإسلام على خمس حديث رقم (8) ، وأخرجه مسلم فى صحيحه – كتاب الإيمان - باب قول النبى صلى الله عليه وسلم : بنى الإسلام على خمس حديث رقم (45)0
([7])أخرجه البخارى فى صحيحه – كتاب الإيمان – باب الزكاة من الإسلام حديث رقم (46) ، وأخرجه مسلم فى صحيحه – كتاب الإيمان – باب بيان الصلوات التى هى أحد أركان الإسلام حديث رقم (37)0
([8])المغنى: جـ4صـ116 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق